دور بعض المعادن في خفض تكلفة مشروعات الهيدروجين/ المهندس أحمد الطالب محمد
انتشار الطاقة المتجددة وتسارع وتيرة إنتاج السيارات الكهربائية هما أحد أهم مظاهر التغييرات التي يشهدها قطاع الطاقة -حاليًا- الذي يُعدّ الأهم على مدار مدة تزيد على القرن.. وإننا اليوم في عالم تتزايد فيه متطلبات الطاقة باستمرار، ويرى البعض أن الهيدروجين هو الحل لمشكلاتنا.
إن التحول في مجال الطاقة لن يحصل دون تحديات تصاحبها فرص جديدة، وستكون وتيرة التغيير مربوطة بالمواد والمعادن المستخدمة وكذلك التكنولوجيا المتبعة، لما يمكن أن تُحدث من تأثيرات إيجابية لخفض التكلفة.
ومن بين التحديات الكبرى لإنتاج الهيدروجين بشكل مكثف إشكالية بطء التفاعل لما يسميه الباحثون تفاعل تخليص الأكسجين (OER)، الذي يؤدي إلى إنتاج الهيدروجين من خلال التفاعل، وهو السبب في استخدام طاقة كبيرة لإنتاج الهيدروجين، ما يفسّر سبب بقاء هذه الطاقة محدودة الانتشار اليوم بسبب تكلفتها.
البحوث الأخيرة المكرسة للحصول على مواد محفزة للتفاعل هدفها إنتاج الهيدروجين بكميات كبيرة وبتكلفة أقل تجري على قدم وساق.
وقد درس فريق من الباحثين الكيميائيين والفيزيائيين النظريين من كلية ترينيتي في دبلن (أيرلندا) يقوده الباحث مايكل كريغ، فكرة جديدة هدفها إيجاد خيار قابل للتطبيق مستقبلًا.
اعتمد فريق البحث على نموذج آلي يرتكز على كيمياء الكم، لإجراء اختبارات لآلاف المحفزات المحتملة، وتوصّل البحث إلى تحديد 9 مجموعات من المعادن والروابط بوصفها محفزات واعدة للغاية.
العالم العربي
أثبت البحث أن هناك 3 معادن رئيسة، هي أكثر المواد أهمية وهي: الكروم والمنغنيز والحديد.
وبالمناسبة هذه المواد موجودة في العالم العربي بوفرة (موريتانيا، والسودان، والجزائر، ومصر، والمغرب… إلخ).
وللمعلومة، فإن إنتاج الهيدروجين الأخضر بالكميات الكافية اليوم يعتمد أساسًا على استخدام معادن فاعلة، ولكنها باهظة الثمن ونادرة للغاية.
إن هذا القطاع الناشئ ينمو بشكل سريع جدًا، إذ تسعى المزيد من الشركات للوصول مبكرًا إلى مجال يُتوقع أن يكون قطاعًا جديدًا ضخمًا ومربحًا.
مشروعات إنتاج الهيدروجين
للمعلومة، يتجاوز اليوم مجمل المشروعات العالمية للطاقة فيما يخص الهيدروجين الأخضر ما يزيد على 25 مشروعًا، يفوق كل منها 1 غيغاواط، ويبلغ مجملها أكثر من 200 غيغاواط.
ويُجرى تنفيذ مشروعات عملاقة من بينها، مشروع HyDeal Ambition في أوروبا الغربية (67 غيغاواط)، ومشروع قازاخستان (30 غيغاواط)، ومشروع “أمان” في موريتانيا الذي تعتزم شركة CWP Global تطويره (30 غيغاواط)، والمشروع المشترك الذي تنويه شركات إنتركونتيننتال للطاقة وشركة النفط العمانية أوكيو، والشركة الكويتية EnerTech في سلطنة عمان (14 غيغاواط).
وفي المقابل فإن أكبر محول كهربائي مصدره الهيدروجين الأخضر يعمل حاليًا هو 20 ميغاواط فقط.. فهل ستقود هذه النتائج إلى تسريع وتيرة المشاريع المبرمجة؟
*أحمد الطالب محمد – خبير الموارد المعدنية في موريتانيا
نقلا عن موقع الطاقة